على خيط نور ط2

بقصيدة عنوانها (رواية طويلة) يفتتح إبراهيم نصر الله ديوانه هذا، وبـ (فيلم قصير) يختتمه! وبين القصيدتين الأولى والأخيرة ثمانون قصيدة تنهل من الفنون السبعة التي تحضر بقوة في هذا العمل الشعري الذي يتحرك في مساحات واسعة من الروح الإنسانية ومشاغلها، وهواجسها، وما يعتصرها اليوم. وإذا كان العمل الإبداعي مغامرة متجددة، فإن هذه الرحلة (على خيط نور)، رحلة جريئة في الذهاب بالقصيدة العربية إلى ينابيع كثيرة، لعلها اليوم بحاجة إليها، إذ كلما تجددت المصادر تجدَّد الشعر. (في هذه الأرض المبدعة الخلاقة لقصائد إبراهيم نصر الله، تؤكد تجربته أن بإمكان الشاعر أن يُجدِّد كثيراً ويظل شاعراً موصولاً بجملة المنجزات الجمالية للفنون كلّها). في قصيدة بعنوان (عزلة) يقول الشاعر إبراهيم نصر الله: "القصائد ضائعةٌ دائماً/ تستهينُ النساءُ بها/ والسماواتُ والأنبياءُ/ فلا هي حُلْمٌ تماماً ولا هي عِلْمٌ تماماً!/ ولا طائرٌ يتشمَّسُ، أو وردةٌ في الحديقة!/ وتكتُبُها شهْقةٌ خارج الموتِ/ لا الكلماتُ تُدلُّ عليها/ ولا هربُ العُمْرِ سرًّا وعلانِيَةً للحقيقَهْ/ الفتى سوف يَنصُبها شركاً للفتاةِ التي انحشرتْ/ في ثياب الصديقَهْ/ والفتاةُ ستزهو بها نصفَ عامٍ/ وتذكُرُها بعد عمرٍ طويل/ يكون الزمان الجميلُ انتهى.. والأغاني الرَّقيقهْ!/ القصيدةُ تجلسُ في قلبِ جمرتها صامتهْ/ في ثياب الحِدَادْ/ يطوفُ بها شجر يابسٌ../ ورجالٌ ترابٌ../ نساءٌ رمادْ!". هذا، وقد أرفق الكتاب بـ CD "شعر وقراءات من ديوان، على خيط نور"، مسجّلة بصوت الشاعر إبراهيم نصر الله، وتقاسيم عود: عبد الوهاب الكيالي.