لكل شخص حكاية، أحياناً ما تكون مثيرة للاهتمام وأحياناً ما تعترض طريقك. اصنع قصتك الخاصة. لا تفترض أنه وبسبب تحقيق شخصٍ ما قدراً من النجاح، فإن بإمكانه أن يملي عليك ما تفعله.

نواجه إذن، من البداية، شريحةً استعارية _ ولذلك شعرية _ اجتُزئت من كُلٍ كنائي، لتدل عليه، وحيث لا يخلو عنصرٌ واحد في هذه المروية الكثيفة، من إحالةٍ فادحة الرمزية، تحتاج مقاربتُها بالضرورة إلى منحىً تأويلي.

وفي الحقيقة، أواجه الكثير من الصعوبات عندما أكتب، فأستصعب التمسك بحبل أفكاري ومعرفة الحدث القادم وكيفية سرده، وكذلك أجتهد كثيراً لاتخاذ القرارات التي سترشدني لإنهاء كتابة أي مسودة. لكي أتخطى كل هذه العوائق، أحدد لنفسي عدد الكلمات التي يلزمني كتابتها: 1000 كلمة في الأيام التي لدي فيها متسعٌ من الوقت، و500 كلمة في الأيام التي يضيقُ فيها الوقت.

ولأنّ شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي متاحةٌ للجميع، سرعانَ ما تسلّمت المشعل من التلفزيون، وضاعفت نطاق ما هو ممكن عشرات المرّات. أن تُظهر نفسك. في الخارج، في الداخل، من كلّ الزوايا. أن تعيش ليراك الآخرون، أو أن تعيش بالوكالة.

ولدت الكتابة معي كما الوحمة في جسدي. كما عينيّ اللتين ترى إحداهما ما لا تراه الأخرى. كل سبيل مغاير اتخذته في الحياة أعادني إليها، كأني إذ مشيت من درب مغاير عدت إليها.

إنّ المكتبة عبارة عن هوية فرديّة، أما «ملف الإنترنت» فهو ذاكرة واسعة النطاق، إنه الإمكانية الجديدة التي تُعطى دائمًا لمن يمتلكها، ولم يستخدمها من قبل. أما الصيغ الجديدة، فلم تفتح بَعْدُ آفاق قراءة جديدة، ولم تزدها، للأسف، بمقدار ما وعدتنا به.

أثارت أعماله جدلاً واسعاً؛ إذ اتسمت بطابع المواجهة، بغرض صدمة الجمهور وتوعيته. فتارة امتدحوه لتحدثه صراحة ضد الظلم والاضطهاد، وتارة أخرى وجهوا له اتهامات بالتحريض على الكراهية.

في روايته الأحدث التي تسرد حياة بطلها أمير الظلام وحيد هادي المسمومة، التي تشبه شجرة الكوناكاربس، الحياة الرتيبة، المكررة بالرغم من تغيّر الأحداث ومجريات الحياة في تفاصيلها الجديدة لم تستطع كل مقولات ومحاضرات الدكتور مصلح رشيد من إنقاذه من هذا المصير.