الأخلاق في النقد العربي
تنقسم هذه الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وبابين رئيسين وخاتمة: أما التمهيد فقد عرض لمفهوم الأخلاق لغة واصطلاحاً، كما تبدى لدى العرب، وكما استقر عليه ورأي الباحثين المعاصرين في المصادر المعتمدة، وأبرز أنماط من النظر الأخلاقي أنتجتها جملة ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية.
وأما الباب الأول فقد افرد لدراسة الأصول الفكرية للنقد الأخلاقي عند العرب لثلاثة أسباب أولها: إبراز حقيقة اتصال فروع الثقافة العربية وتداخلها في العصر العباسي، في ظل الانفصال الماثل بين فروع ثقافتنا العربية المعاصرة. وثانيها: استبعاد ما قد ينشأ في الذهن في الاعتقاد بأن الفقهاء أو المحدثين أو المفسرين المشهورين، هم المعنيون بالدفوع التي حبرها النقاد العرب منافحة عن الشعر. وثالثها: انطواء الدفوع التي حبّرت دفاعاً عن الشعر على هذه الأصول، إذ ما من ناقد يحث الشعر إلا وقدّم بين يدي بحثه ما ورد في الشعر من آيات وأحاديث نبوية، خالصاً إلى إسناد جملة من الوظائف للشعر، وقد عزز بعضهم هذه المقدمات الدينية بمقولات فلسفية يونانية، مثل ابن وهب.
وقد خصص الباب الثاني لدراسة العلاقة بين الأخلاق والنقد الأدبي، فتم استعراض القضايا الأخلاقية التي أفرزها البحث في الأدب طوال قرون أربعة، وموقف النقاد من هذه القضايا، كما وتم استعراض الوظيفة الأخلاقية للأدب كما رآها النقاد العرب، وختم هذا الباب بفصل تطبيقي، عرض فيه لاستفاضتين نقديتين وضعتا بدوافع أخلاقية بحتة، حيث تعود الأولى منهما للقاضي الباقلاني وتعود الثانية لابن شرف القيرواني.
لا يوجد مراجعات