مفهوم الادب في الخطاب الخلدوني
عنيت هذه الدراسة بدراسة قضية النحو عند ابن خلدون دراسة تاريخية تتعلق بسيرورة هذا العلم في التراث العربي، في تداخلاتها مع علوم أخرى من فلسفة وعلم كلام واجتماع.
هذا وقد اقتصرت الدراسة على المستوى الأساسي والملح، ولم تتجاوزه إلى مستوى دراسة هذه القضايا في ضوء الفكر اللغوي أو الأدبي أو النقدي الأوروبي الحديث أو مقارنتها بهذا الفكر، نظراً لثانوية هذا المستوى قياساً إلى ضرورة إنجاز المستوى الأول.
وقد جاءت هذه الدراسة في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. فمثل الفصل الأول تكثيفاً للقضايا المحورية العام في فكر ابن خلدون، التي يحسن بالباحث أن يلم بها، فترجمت له ملقياً الضوء على تاريخ أسرته وسيرته الذاتية في تعرجاتها الكثيرة. وترجم لأساتذته وتلاميذه، وعرض لكتبه، الموجودة والمفقودة، وأبرز جانباً من آراء القدماء والمحدثين فيه، وعني موقف القضايا الأدبية من (المقدمة)، وحظها من الدراسة عند الباحثين المحدثين.
ولما أن كان ابن خلدون قد تصدى للتأريخ لعلوم اللسان العربي، انطلاقاً من مفهومي الملكة والمحفوظ بالمعنى الجمعي والجدلي لهذين المفهومين، فقد توقفت الدراسة عند القضايا اللغوية في فصل ثالث تمهيداً لدراسة القضايا الأدبية، إذ لا سبيل إلى الفصل بينهما أولاً، ولا سبيل إلى الوقوف على كنه نظرات ابن خلدون في الأدب دون الوقوف على نظراته في اللغة ثانياً. وقدم لهذا الفصل بمهاد استعرض معظم المسائل التي تصدى لها ابن خلدون. ثم عمد خلدون بمن سبقه إلى البحث في هذه المسائل، وإبراز ما تميز به في التوصل إليه بجهده الخاص.
وأما الفصل الرابع، فقد جاء تكثيفاً للقضايا الأدبية في أربع قضايا رئيسة: قضية النظم والنثر، وقضية اللفظ والمعنى، وقضية الشعر، وقضية الموشحات والأزجال.
لا يوجد مراجعات