عبيد العماني حياً
حالم” بوطن حر وشعب سعيد” بوطن متحد وديمقراطي.. صادق وغير معني بتزويق الكلام، صريح حد الشفافية، جريء حد الصدمة أحيانا. هذا هو الانطباع الذي يخرج به محاور أحمد الزبيدي، هذا المناضل الأديب الذي لا يختلف اثنان من المهتمين بالأدب العُماني على ريادته الفنية للرواية والقصة العمانيتين. في هذا الكتاب ـــــ الصادر بمناسبة فوزه بجائزة الانجاز الثقافي البارز في عُمان سنة 2013
-سيسرد الزبيدي قصة حياة امتدت نحو سبعين عاما، عاشها بطولها وعرضها، باحثا عن الحرية والعدالة الاجتماعية والتسامح أينما حطت به قدماه، متنقلا من صلالة الى الخليج الى القاهرة فدمشق وبغداد وعدن. هذه المدن العربية التي كانت تعج في السيتينيات والسبعينيات بالنضال وأحلام التحرر فتحت أحضانها ل” عبيد العُماني” الذي سيوهمنا في احدى قصصه أنه انتحر، لنجده في قصة أخرى ضاجا بالحيوية والنشاط والوطنية.
لكن أحمد الزبيدي مناضل ثقافي، مثلما هو مناضل سياسي، كما سيتبدى من عدد غير قليل من شهادات هذا الكتاب. فهل يحق لنا اذن أن نندهش من أن استفاضته في الاجابة على الأسئلة السياسية، والجرأة في طرح آرائه الثورية وتسمية الأشياء بمسمياتها، لمْ توازِهما استفاضة وجرأة مماثلتان في طرح آرائه الثقافية، فهو مثلا يرفض التعليق على المشهد الثقافي والأدبي في عمان. ربما لأنه يعتبر أن قليلين في هذا المشهد من ينظرون للكتابة مثله، بوصفها” بحثا عن الحق والجمال، وإعادة الذاكرة الشعبية المسلوبة” و” وخوضاً في بحيرة التماسيح الجائعة”.
لا يوجد مراجعات