معروف الرصافي
يأتي نشر هذا الكتاب المجهول لمعروف الرصافي مناسبة طيبة لإحياء ذكرى شاعر كان من أبرز أعلام النهضة الشعرية في العراق، ومن أشهر شعراء العربية في الجيل الماضي. ولئن شغل الجيل الجديد عنه اليوم بغيره من الشعراء المعاصرين الذين يعبرون عن مشاكل العصر وقضايا الساعة، فقد كان الرصافي مثلهم يعبر عن وجدان الأمة، ويشغل العالم الأدبي في زمانه. ومع ذلك، لا يمكن أن يقال أن الرصافي أصبح شاعراً منسياً، فقد احتل مكانة باقية بين الشعراء العربية الخالدين، كالمتنبي وأبي العلاء والبحتري وأبي تمام من القدماء، وشوقي وحافظ والزهاوي من الحديثين. ولقد احتل الرصافي في تاريخ العرب الأدبي مكانة خالدة، وكان في زمانه مالئ الدنيا وشاغل الناس، تغنت بقصائده الركبان، وسارت أبياتها مسير الأمثال. وكانت مواقفه الوطنية والسياسية الجريئة ملء الأسماع والقلوب في العراق والشرق العربي من أقصاه إلى أقصاه، ومرت مبادئه الوطنية وآراءه الاجتماعية ومدرسته الأدبية جيل كامل من شباب العراق خاصة، والبلاد العربية بصورة عامة. وقد خلف الرصافي إلى جانب ديوانه الضخم الذي طبع زهاء المرات، ومؤلفاته المطبوعة الأخرى، عدداً من الكتب المحفوظة التي لم يكتب لها أن ترى النور، منها الكتاب الذي بين يدي القارئ "خواض وأفكار" فقد كتبه الرصافي في الفلوجة عام 1940، في دفتر مدرسي صغير، ثم أعاره أحد أصدقائه فبقيت المخطوطة لديه حتى وفاة الرصافي ثم أودعها ذلك الصديق لدى كاتب صدور هذا الكتاب، فبقيت عنده أكثر من ثلاثين عاماً، وقد ذكرت جميع المصادر التي عددت مؤلفات الرصافي كتاباً محفوظاً له اسم (خواطر ونوادر)، وغلب الظن أنه هو هذا الكتاب، والنسخة التي كان يحتفظ بها الكاتب، وهي بخط الرصافي، تحمل على خلافها وصفحتها الأولى عنوان (خواطر وأفكار).
لا يوجد مراجعات