معزوفة لجمال العيش
غير أن الفتى، على ما يشعر به من ضعف يعتري الجسد، ما زال يحب ويعشق، يرغب ويأمل، يعمل ويتطلع إلى المستقبل، وكأأنه مازال في ريعان الشباب. وإذ يتسائل الفتى من أين يستمد هذا الشعور بالفتوّة لا يتردد في الإجابة: إنها النفس، هذه النفس الت عبرت كل تلك الفصول المتعاقبة مازالت تبدو وكأنها تمر بكل فصل من فصول العمر للمرة الأولى. وكأن هذه الفصول تغط وتطر كالعصافير، لكنها لا تتجمع، ولا تتراكم، وكأن أعمار الفصول كأعمار الورود قصيرة غير أنها تتجدد، وتورق، وتزهر، وتبرعم، وتتفتح، وتعطر الأجواء بأريجها الفوّاح وكأنها تفعل ذلك للمرة الأولى.
لا يوجد مراجعات