في التصوف الاسلامي وتاريخه
ما إن اشتغل نيكولسون بالتصوف حتى أدرك استحالة وضع تاريخ له قبل أت تعد مصادره الأولى إعداداً علمياً دقيقاً, فأخذ يقوم بنفسه بهذه المهمة الشاقة, مهمة نشر المخطوطات وتحقيقها والتعليق عليها وترجمتها وتحليل مادتها, فنشر وترجم إلى اللغة الإنجليزية طائفة من أصول التصوف العربية والفارسية. وفي الباعث له على نشر أصول التصوف الأولى يقول في مقدمة كتاب اللمع الذي نشره سنة 1914 ما يأتي:
"هذا المجلد خطوة جديدة من خطوات ذلك العمل الشاق الذي لا غنى عنه, وهو العمل الذي أخذت به نفسي منذ زمن طويل: أعني إعداد مادة صالحة لتاريخ التصوف, وبخاصة دراسة نشأته في أقدم عصوره, ابتداء من القرن الثاني حتى نهاية القرن الرابع الهجري. وإنك لتتبين النتائج الطيبة التي يمكن الحصول عليها من دراسة أصول التصوف الأولى دراسة نقدية تحليلية, مما قام به لويس ماسنيون في كتاب الطواسين للحلاج. فليس هناك من شك في أن سلسلة من البحوث من هذا الطراز تمهد السبيل لوضع تاريخ التصوف العام".
وفي أثناء ذلك المجهود المضني الطويل- مجهود النشر والترجمة- كانت تفيض المجلات العلمية ودوائر المعارف الكبرى بمقالات الأستاذ وبحوثه في التصوف, ويظهر له بين وقت آخر كتاب فيه. أما مقالاته فأهمها المجموعة التي ترجمتها في هذا الكتاب, وأضفت إليها محاضراته الثلاث التي نشرها في كتاب (فكرة الشخصية).
لا يوجد مراجعات