رحلة الى رجال شجعان
يقول القاضي وليام و.دوغلاس، عضو المحكمة العليا الفيدرالية في واشنطن في زمن صدور هذا الكتاب وأحد الشخصيات البارزة المهتمة بالشؤون الكردية والذي قدم لهذاالكتاب، بأن الماديين والفرس هم معروفون للعالم الغربي، إلا أن هناك قليلاً ممن يربط الماديين بالقتال الذي كانت رحاه تدور مؤخراً في شمال العراق، في حين أن هؤلاء الماديينهم أجداد أولئك الكرد الذين خاضوا في العام 1961 غمرات الحرب مع حكومة بغداد، وصمدوا بل وحققوا أكثر من الصمود. فقائد الكرد وزعيمهم مصطفى البرزاني الذي عرفهدوغلاس صديقاً، وتاريخ الكرد الذي سرده دانا آدمز شمدت في هذا الكتاب، هو تاريخ سمعه دوغلاس من شفتي البارزاني، وسمعه أيضاً من كرد شمال إيران وشرق تركيا ومنزوّارٍ كرج تسللوا خفية لدائرته بعد أن وصلوا تلك البلاد لاجئين مضطهدين. ومن ناحية ثانية، يقول دوغلاس، بأن أحاديثه مع البارزاني في بغداد، لم تدع له أية حجة للاعتقادبأنه يريد العمل لبناء دولة كردية، وكان ينشد آنذاك، كما ظل ينشد على الدوام، حكماً ذاتياً؛ ويعني بالحكم الذاتي عموماً ما يمكن تسميته بممارسة حكم أهلي في ظل نظامفدرالي. مضيفاً بأن اللغة الكردية، التاريخ الكردي، الأدب الكردي هي أشياء غالية عند البارزاني، ولأجل المحافظة على ذلك، كان من الضروري بالنسبة له سنّ قوانين وإقامةأنظمة تعطف على التراث الكردي، ولهذا دفع الكرد في العراق بحزب سياسي كان البارزاني رئيسه الحامي. هذا الحزب كان في أول سنيّ الحكم شرعياً، نشطاً، معارضاً لا شيوعياً. ويضيف دوغلاس قائلاً بأن الآمال الكردية معقودة الآن بالمبدأ الذي اختطه البارزاني، حكم ذاتي ضمن دولة أو دول غير شيوعية. وقد ثبتت أسس القضية ورسخت فكرتها. وهذاالكتاب يعرض وصفاً دقيقاً للقوى التي تدفع بهذه القضية، وهو فضلاً عن ذلك يكشف عن الروح الكردية لأمريكا أول مرة. لم يستطع الكرد أن يصلوا قبل هذا إلى الضمير الأمريكيوينفذوا فيه، وفي اعتقاد دوغلاس أنهم سينجحون، سينجحون حتماً لو أن الأمريكيين الذين يقرأون هذه الأحداث ويتحدثون فيها إلى براندي داين، ويوركتاون وفالي فورج.
لا يوجد مراجعات