رجال ووقائع في الميزان
رافق عهد الإنتداب وهو صبي، وعاش العهد الملكي والإستقلال، وعانى منه وانتفع به وواكب إنقلاباته العسكرية وثوراته وإنتفاضاته المحلية، وقاس من هذا العهد الذي يطلق عليه اسم "الجمهوري"، وفي معظم الأحيان كان دوره في الأحداث ضئيلاً جداً أو هامشياً؛ بل كان في الواقع دور المتفرج المراقب، والضحية.
لم يعرف اسمه في عالم السياسة والحياة العامة مرتبطاً قط بحدث كبير، خلا مقالات ثلب وتشهير به تنشر بين آن وآخر، ولم يتقلد منصباً رسمياً يتاح له الإنطلاق عبره في عالم الحياة السياسية، وليطلب منه أو ليقدم هنا أو في أي مكان آخر حساباً بسببه...
وبمختصر القول كان واحداً من القلة التي كتبت لها السلامة بين آلاف طحنتها غوائل الأحداث المأساوية التي ألمّت بالعراقيين، لم يمتز عنهم إلا ببعض شهرة عنها من معالجة الكتابة تأليفاً وصحافة"... لا وليس في حياته ما يخجل منه وما يحاول إخفاؤه شارك في جريدة خة بات لسان حال الحزب الديموقراطي الكردستاني عضواً في أسرة تحريرها منذ ولادتها في العام 1959، وبإسمه وتوقيعه قدم طلب إستئناف إصدار "التآخي" عقب الحادي عشر من آذار في العام 1971، أنه الصحفي والكاتب جرجيس فتح الله التي تم إجراء ذاك الحوار الذي شكّل مادة هذا الكتاب...
حوار متعدد الجوانب تم لأجله إعداد مجموعة من الأسئلة بعناية وشمولية لتكون إجاباته عليها صريحة والتي كثيراً ما اتسمت بالجرأة التي اتسمت بها تآليفه ومقالاته؛ تم في هذا الحوار تناول الجوانب الفكرية والعلمية والمواقف السياسية التي مرّت بصاحب هذا الحوار ومرّ بها؛ لا سيما دوره في الحركة التحررية الكردية، ومجهوداته العلمية في ميادين التأليف والنشر والصحافة، وكذلك آرائه ووجهات نظره في أحداث حاسمة من تاريخ العراق الذي عاصره، وذكريات له عن علاقات بشخصيات علمية ووطنية بارزة، فضلاً عن رجال حكم اشتهر أمرهم وباتت أعمالهم حديث الناس.
لا يوجد مراجعات