فصول محذوفة من رواية بتول

في هذا العمل يقحم الراوي العراقي "محمد سعيد الصكار" عالم المثقفين العراقيين عبر إبرازه لعدد من الشخصيات التي تمتلك الحماسة والرغبة في الجد والابتكار، وما لتغير الزمان والمكان من تأثير على العلاقات التي تحكم سير الشخصيات وتعبيرها عن واقعها. فمن خلال شخصية "بتول" التي يضم عالمها الأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين، يطرح الكاتب أهمية دور الأدب في تجسيد هموم المثقف وعذابات الذاكرة وعدم قدرتها على البوح تتصفح بتول دفترها الأثير، تعرف أن شطب تلك الكلمات كان لأمر ما، ولكن ما هو؟ هل كان لصيانة حالة اجتماعية؟ أدبية، سياسية، لم يكن في وضعها الاجتماعي ما يوجب ذلك، كما لم يكن للأدب ومشكلات اللغة والأسلوب شأن فيه، أما السياسة فلم تكن من همومها...". يمكن القول أن الكتاب يعكس مرايا لمختلف الأوضاع الاجتماعية –الاقتصادية- السياسية- لعراق اليوم عبر كاتالوج فني، وبناء أدبي منح اللغة متانة في الصورة ومدارات بديعة في التوليد الجمالي الذي رفع فيه المؤلف الكلمات من رتبة العادي إلى مقام التحليق بالمبتكرات التي أضفت على العمل حساً جمالياً ينوء عن متاهات الذاكرة وخزانها الماضي إلى عالم أوسع... فكان "الصكار" خير من جسد هموم الثقف العربي.