الفلسفة والسلطة
يتناول هذا الكتاب الموجز جانبا مهما، من العلاقة المتوترة بين نسق السلطة، بمكوناتها المادية والرمزية، وفكر الفلسفة كمعرفة نقدية مضادة، بحيث، يقارب بالبحث والتحليل، قضايا أساسية لها ارتباط وثيق بالدولة والمجتمع والمواطن، من خلال فعل التأثير والتأثر، وتبادل الأدوار بين هذه الأطراف، في إطار ما يمليه الواقع السائد، من جهة، من تناقضات، وبالتالي صعوبات التأقلم مع سياسات الانتهاك والفرض، التي تنتهجها السلطة بمختلف أعوانها الظاهرين والمتوارين، ومن جهة أخرى، التأكيد على دور الفكر النقدي الذي يقاوم تلك السياسات، مثل الفلسفة ببعدها المضاد الذي ينتصر دوما وأبدا، لسبيل الحق ضد تجليات الظلم الباطل، ومن ثم، يسعى جاهداء إلى خدمة الإنسان والحياة والمجتمع بالمعنى العميق لهذه الكلمات، بل، ينتصر الفكر الفلسفي أيضا، في إطار دوره النقدي المقاوم لفكر الرداءة وسلوك الانتهاك، لوضع براءة الطبيعة التي تعاني راهنا، في ظل الهجوم الشرس لظاهرة التصنيع المفرط والمنافسة الرأسمالية المتوحشة، من عنف خطير غير مسبوق في التاريخ البشري. من هنا، تحاول مقالاتنا ضمن الكتاب، طرح ومناقشة كل تلك القضايا الهامة، بربط واقع الحياة في مجتمعنا المحلي وتاريخنا المعاصر، بأسئلة النقد الفلسفي التي تكشف وتعري وتفكك، من أجل بناء معنى الإنسان وتأمين قيمته، واستشراف مستقبل قوي زاهر للمجتمع والطبيعة معا.
لا يوجد مراجعات