الخوف المتبادل بين الإسلام والغرب
إن الغرب كما نفهمه لا يشكل كُلاّ موحدا ومتجانسا، بل كلا مُجزّءا ومتنوعا. لذلك فإن شكّنا الفلسفي موجه إلى الغرب الإيديولوجي لا الحضاري، وتوجّسنا الوجودي موجه إلى الغرب الاستعماري لا الإنساني. فالغرب الأول (غربُ لورا فاليري، وزيغريد هونكه، وهانس كونغ، وفان كونينسفيلد، وجون إسبوزيتو، وكارن أرمسترونغ، وإنجمار كارسلون، وروجي غارودي وغيرهم كثير) تفاعل مع حقيقة الإسلام فاعترف بسماحته النادرة، أما الغرب الثاني (غربُ صموئيل هنتينغتون، وبرنارد لويس، ومارتن كريمر، وخيرت فيلدرز، وأوريانا فلاشي، وأيان هرشي علي وغيرهم كثير) فقد تعامل مع الإسلام بعقلية الحروب الصليبية لا بعقلية التنوير، فاستحال الإخاء عداء، والمساواة عنصرية، والحرية اضطهادا!
لا يوجد مراجعات