عيد العشاق
"عيد العشاق" عنوان شائق، ومناسبة سعيدة لا يملَ انتظارها العاشقين في كل عام، ولكن هذا العام -14 شباط 2005- لن يكون في لبنان عيداً للعشاق، لقد اختطفه صوت الإنفجار الكبير الذي اغتال بيروت، ولإنه اختطف، أراد "سامر أبو هواش" تحويله إلى لحظة روائية، مبللة بماء الأدب، تنهل من طبيعة الحياة أو التجربة الحياتية التي تحمل في داخلها النقيضين (الحب/ الخيانة)، (الغدر/ التسامح)، ومعاني إنسانية نجد فكفكتها في سياق رواية شابة تتحدث عن حياة شابة، يعيشها أبطال الرواية ما بين المقاهي والبارات والسينما لتأتي الرواية أكثر تعبيراً عن الحياة المدينية في مدينة عصرية.
ومن وراء الحدث الكبير، يلتقط حالة خاصة لزوجين ويعرضها بأسلوب الفن الروائي "بعد ان التقى أحد بطلي الرواية بصديقة زوجته المتحررة وجد نفسه في فراشها وذهب معها إلى مونو ليعود منهكاً فينام إلى الظهر غافلاً عن أن اليوم التالي هو عيد العشاق وأن زوجته الحبيبة ستأتي إلى بيروت لتحتفل معه بالعيد، أخذه النوم فلم يعرف ما حصل، وحين تلفنت له زوجته قال كاذباً إنه في المقهى. فإته أن العيد انتهى وأن الإنفجار أودى به، الإنفجار نفسه وإن على نحو مصفر حصل في حياة البطل. لقد قتل الحب على المستوى الكبير والصغير، ما كان عليه سوى أن يرمي أفلامه وأشرطته ويستبدلها بلعبة عنق الكترونية، الخسارة اليومية مقابل الزلزال الوطني (...)".
وبعد، "عيد العشاق"، أثراً روائياً جميلاً، يعكس براعة مؤلفه وفنه وطول أناته..
لا يوجد مراجعات