قبلات نيتشة
حفر أولسن عميقًا في الباطن المتصدّع لعقل الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه.. في السرد الافتتاحي يَعدُّ نيتشه ساعاته الأخيرة المتبقية محاطاً بحب ورعاية ممرضته وأخته، بالتناوب مع فصول معنونة بأسماء أجزاء من الجسم البشري، فنقرأ فيها ما يشبه تسجيلا لأحلام من ذاكرة نيتشه، كُتبت بأسلوب تيار الوعي. وهناك أيضاً جزء سرديّ أكثر تماسكاً نجده في تفاصيل حياة نيتشه: عمله وسفره إلى إيطاليا حيث وقع في حب لـُو سالوميه، وسنوات تدريسه في تورين ونجاحه الأدبي الكبير في (مولد التراجيديا) وصداقته مع فاغنر قبل أن تنهار، وأخيرا شبابه في ناومبرغ ومولده كابن لأسقف أبرشية.. يسرد لنا أولسن برقَّة عالية ثيمات نيتشه وأفكاره بحيث تكون كل جملة بمثابة قُبلة، ونستطيع القول إن أولسن كاتب جريء ومحترف قدَّم لنا عملاً أدبياً يرقى إلى مستوى الموضوع الذي تناوله. - Publishers Weekly
لا يقدم لنا أولسن سيرة لحياة نيتشه، بل هي المحطات الأساسية في حياة ذلك الفيلسوف الإشكالي الذي ترك أثرًا عميقا في الفلسفة من بعده. بمطرقة نيتشوية يفكك أولسن حياة نيتشه، فيبدأ من ساعاته الأخيرة، ويروح يستعيد ما حفر عميقا في حياة ذلك الفيلسوف. في سرده، لا يستخدم أولسن اللغة كصانعة للمعنى، بل يفتح النص ساعياً إلى اللحاق بالمعنى النيتشوي المتمرّد على السياقات السردية التقليدية.
لا يوجد مراجعات