مزار محي الدين
بين الألم المرحني والألم الروحي، ترتسم المسافة الشعورية التي خطها الروائي محمود حسن الجاسم بين بطله (آدم) وجسده المريض، وتجلياته المنزاحة بين الذات وإبدالها، في حالة الوعي وفي حالة السكون، من هنا ستكتسب رواية "مزار مُحي الدين" نوعاً من الروحانية والإتصال بين الإنسان وخالقه.
تتناول الرواية جوانب معينة من حياة عالم أثري وعميل سابق أمريكي الجنسية يعمل في مجال التنقيب عن الآثار وينتمي إلى شبكة مشبوهة، يصل إل سورية، وهو في حال مبكرة من مرض السرطان، وأسئلة كثيرة تدور في ذهنه لماذا أصبحت بالمرض وكيف سيتطور؟ وما جدوى السفر؟ ولأسباب متنوعة، ووقائع متغيرة، يقتنع فيما بعد بوجود علاج لمرضه، في موقع أثري تحت مزار في محافظة (حلب) السورية، يعرف بــ "مزار مُحي الدين".
تبدأ الوقائع الروائية منذ إكتشاف (آدم) لمرضه، وتتطور حتى يصل في تأملاته إلى حالة إيمانية، تقوده إلى خلاف حاد مع زملائه، حول مفهوم الإله وفلسفة الغيب والإيمان بوجود خالق للكون.
تتوالى أحداث الرواية وتستمر قناعة (آدم) المطلقة بالشفاء، وتزداد عمقاً ورسوخاً بمرور الوقت، بصورة تخالف تدهور وضعه الصحي الذي يمرّ به، محاطاً بهيبة الموت، لقد تعمق الإيمان داخل قلبه، ولم يعد آبهاً للموت، "أين الماء؟ أين الشيخ محي الدين؟"، وعلى الطرف الآخر من الكنزة الأرضية (واشنطن) انتشر الخبر: "العميل والخبير الأثري المدعو آدم كروز توفي، ووصل الجثمان إلى واشنطن".
لا يوجد مراجعات