من داخل الجهادية

يتناول الكتاب تمدّد الجهادية ومسيرة توالد الحركات السّلفية الجهادية مُتباينة، بل ومتصارعة أحياناً، وتحوّلها من تنظيمات إقليمية إلى حركة عالمية. و يشرح الكاتب تأثير الجهادية المتخالف فى الجهاديين، عارضاً أوجهها المتعدّدة ومكوّناتها المعقّدة، وعلى هذه الخلفية، يميّز الكتاب بين نوعين من المجموعات الجهاديّة، تزدهر أولاهما فى العالم الإسلامى بينما تتطوّر ثانيهما فى أوربا والولايات المتّحدة مع اختلاف وسائلهما التّعبوية ورموزهما. ويستفيد المؤلّف فى معالجته للجهاديّة العالمية من مخزون وافر من المصادر (مقابلات، شهادات، وقائع محاكمات، وثائق قديمة وحديثة بالعربية والفارسية) ليطرح مقاربة وصفية تفسيرية للجهادية تأخذ فى اعتبارها سرديّات العنف الجهادى، ومركزية الموت فيها، بالتركيز على مكامن التّطابق والاختلاف بين تفاسيرها للنّصوص الدّينية، عارضاً الديناميات الاقتصادية والسّياسية التى تجعل من الجهادية تهديداً متضاعفاً للدّيمقراطيات الغربية. وفى خلفية التحليل، عرضٌ لانتشار ثقافة الإذلال المستبطن بصفتها المكوّنَ الرمزى الأساسى فى نشأة الجهادية والدّافع الرئيس لتوالدها، مع التركيز على "نفير" المرأة الجهاديّة وشباب ضواحى المدن الأوربية المهمّشين بما يسمح بوضع خريطة الجهاديات حول العالم، وترسيمة نماذج الجهاديين. وتنبع أهميّة الكتاب من معرفة المؤلف العميقة واللّصيقة بالديناميات الجهاديّة وفهمه التّاريخى الاجتماعى لمختلف تطوّراتها واطّلاعه الواسع على أدبيات الفكر الجهادى.