صعود وانهيار الإسلام السياسي في مصر
يحاول هذا الكتاب رصد تحولات تيار الإسلام السياسي في مصر من وضعية الادعاء بأنه يمثل "أنصار الله"، متصدرًا لمشهد المُعارضة للنظم الحاكمة في مصر، بينما هو يعقد الصفقات معها ويتآمر عليها، في الوقت نفسه. مرورًا بادعائه الديمقراطية والانفتاح على كل القُوى السياسية تحت شعار "مشاركة لا مُغالَبة"، وصولًا إلى محاولة انفراده بالسلطة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وضرب عرض الحائط بكل القيم والأسس الدستورية والقانونية وقيم المُواطَنة والانتماء الوطني.. "أن يحكمني ماليزي أو إندونيسي مُسلم خيرٌ من أن يحكمنى مسيحي مصري".. و"طز في مصر".. حسب قول مُرشدهم مهدي عاكف.
وهو ما أدَّى في النهاية إلى تعرِّى وانكشاف حقيقة هذا التيار، بمختلف تنظيماته، أمام جموع الشعب المصري، مما أدَّى إلى قيام الثورة المصرية الثانية، بعد يناير 2011، والإطاحة النهائية به. وهي النهاية التي أظن أنها تمثل الضربة القاضية والقاصمة لهذا التيار، ليس في مصر فقط وإنما على صعيد العالمين العربي والإسلامي. فتجربة الحُكم التي قام بها تيار الإسلام السياسي في مصر، وإن لم تكن الأولى، فإن فشله الذريع والإطاحة به، بواسطة الشعب المصري، قد تعدَّى تأثيرُها إلى باقي البلدان العربية والاسلامية، لتكون الضربة الأقسى، من الناحيتين السياسية والأمنية، التي وُجِّهَتْ له على مدى تاريخه، وربما لن يتعافى منها إلى الأبد.
لا يوجد مراجعات