وزارة السعادة القصوى

قراءتي لرواية ( وزارة السعادة القصوى )
ل أرونداتي روي
"حين ضاقت الحياة بما رحبت ، اتسعت المقابر "
الرواية بانوراما عظيمة أشبه بوثيقة تاريخية جمعت إلى جانبها التخييل الأدبي والإبداع الفني، وهذا إن دل على شيء فهو إنما يدل على وعي الكاتبة وإداركها ومعرفتها الواسعة العميقة بالواقع السياسي والاجتماعي للهند وبصراعاته الأزلية وتناقضاته .
رواية مشوقة متشعبة تقودك إلى أبعد مما تتخيل ،تسرد فيها الكاتبة بحيادية الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها المسلمون من قبل ذوي الأزياء الزعفرانية، وتعرض أي

وزارة السعادة القصوى أو درب آلام حتّمت الحداثة على الهنود قطعه. روايتنا هذه عمل يستحق الإشادة من حيث المبنى والمعنى، كما سأحاول التدليل عليه في هذه المراجعة.

بداية بنت الكاتبة روايتها على السرد بالتناوب، أي الانتقال من شخصيات إلى أخرى والمراوحة بين الأزمنة: السنوات الأولى لتقسيم الهند، احتجاجات ميدان جنتر منتر سنة 2016 فمواجهات الججرات وكشمير في التسعينات وهكذا دواليك. إضافة للقفز بين أمكنة تتنافر كل التنافر: أضرحة دلهي، خانات هيجراتها ومقابرها، وديان كشمير وغابات بستار وغيرها. هذه ال

رواية ثانية للكاتبة الفائزة بجائزة بوكر اروندهاتي روي - 'وزارة السعادة القصوى ' مجموعة الأبطال من الاقلية الضعفاء والمصخرين من اجل البقاء والمخنثين المعروفة بالهيجرات في شبه قارة الهندية. هي قصة حقيقية عن المناضلين لسلامة الحياة والمتضحين أنفسهم في سبيل تحقيق الحقوق الانسانية والاجتماعية من الاقاليم المختلفة . قد قامت الكاتبة من خلاله لايصال مرارة الصعوبة وعنينة الأطفال المضيعة في الشوارع واثار أقدام الهاربين في نفس القراء. ويتحد هذه القصص على صفة الاضطراب والقلق والسهوم. البطل الرئيس فيها انجم

وزارة السعادة القصوى_أروندهاتي روي

لولا تلك النغمة أو الموسيقى الخفية التي تصاحب العنوان ، لكان العنوان أشبه بعناوين الكتب التنموية ، ولكن لأروندهاتي شأن قصي كشأن صاحب السعادة القصوى ، ولي المؤمنين والكافرين ؛ حضرة سرمد.
كان العنوان عتبة لعالم اللاعزاء.

كل شيء إما أن يكون مذكرا أو مؤنثا ، رجلا أو امرأة ، كل شيء عدا أنجم.
تكمن فرادة الرواية في سعيه لرسم كائنات يعتبرها السوقي محط الشؤم ، بينما تعتبر _أي الكائنات_ نفسها
أجساد تعيش فيها الأرواح المقدسة ، أو أقوام اصطفاهم الله

في دلهي، يولد طفل ذكر، أو لنقل أنثى، أو لعله ذكر بأعضاءٕ أنثوية، سماه والداه (آفتاب) وأخفوه عن العالم طويلًا .
يكبر آفتاب و يعي أنه ( هيجرا ) فيقرر أن ينتقل من منزله لينضم لمجتمع الهيجرات ويعيش في ( الخواب جاه ) منزل الهيجرات في دلهي، حيث لا يمكن لأحد أن يكون سعيدًا.
يحوّل ( آفتاب ) اسمه لأنجم، ويجري عمليات ليزيل الاعضاء الذكرية.
بعد ثلاثين عامًا قضتها أنجم في الخواب جاه تنتقل لمنزل اختارت أن يكون في مكان ينعم بالحياة ، في المقابر.
أقامت شبه المنزل في المقابر وقررت أن يكون نُزُلًا