صاحب الظل الطويل

[صاحب الظِّلِّ الطويل]

مُذ قرَّرتُ قراءة الرواية وأنا أعُدُّ نفسي لإنشاء مراجعة دقيقة أقرب إلى النقد الأكاديميّ المعروف، لكنِّي وجدتُ العَمَلَ أبسط ممَّا توقَّعت؛ لذا قرَّرتُ كتابة مراجعة من جنس الرواية: بسيطة، ولكن على خلافها: مُكَثَّفَة.

تروقني فكرة كتابة الرسائل دائمًا، أعتبرها مساحة يرسل المرء من خلالها نفسه، ويصقل قلمه، ويجوِّد أسلوبه.
منحني العَمَل دليلًا حيًّا إضافيًّا على دور الأدب في إثراء الخيال، إنَّ الإنسان قادرٌ على خلق عوالم جديدة [افتراضيَّة] بسن قلمه، وهذا أمرٌ م

بعض الكتب لشدة جمالها ولعظم التجربة التي عشتها منها تتوتر لكل جملة تكتبها عنها ؛ فكيف يستطيع المرء التعبير بحيث يوفيها حقها ؟ فيا دنو كل كلام ويا لبهتان حتى أعذب الأوصاف اذا ما أتت لتعبر عن مدى الإبداع الكامن فيها وعن كم هي حلوة تلك الجلسات الي انقضت في قراءتها ؛ وصاحب الظل الطويل واحدة من هذه الكتب الثمينة

الكتاب سيضعك في جو فاتن لن تود الخروج منه ؛ كما لو أنك لم تعد انت بل غدوت صاحب الظل الطويل نفسه ؛ يأتيك بريد ليس كما البريد الممل الذي يمكن أن تتخيله ؛ بريد ستتوق لفتح الرسالة لتر

صاحب الظل الطويل
هي سليلة من عائلة تتكون من جزئين، كتبتها الرائعة جين ويبستر، ولا تتجاوز الرواية ٢٣٥ صفحة وتعتبر من أدب الرسائل، بغلاف خلاب نجح في لفت أنظارنا من المرة الأولي، حيث يرينا الصورة التي رسمتها الفتاة اليتيمة لوصيها في خيالها.

تبدأ أحداث قصتنا فى ميتم جون غرير حيث نشأت جيروشا أبوت، يتيمة، وحيدة، تعمل بجد في الميتم لتضمن مكان يؤويها، فكانت تقوم بمعظم الأعمال الشاقة كونها الأكبر سناً، رغم هذا لم تنجح الحياة فى تكدير صفوها، فكانت فتاة مرحة، تعشق الكتابة، وتتغلب على واقعها ال

انها قصيدة نثرية فى امتداح الكتابة و القوة السحرية التي تفتح باب العالم من خلال الكلمة. على امتداد صفحات الرواية التى تجاوزت المئاتين؛ ارافق جودى فى رحلتها من طفلة يتيمة تطل على الدنيا من خلال نافذة ميتم بنظره يائسه الى جودى الشابة التى جعلت العالم كله عائلتها وانتمت إلى ألوانه المختلفة.
من خلال الرسائل التي تكتبها جودى للوصى الذى قام بالتكفل بإرسالها للجامعه لتصبح كاتبة اتعرف على فتاة عنيدة و مستقلة تكبر شخصيتها و تتطور رسالة تلو الرسالة و يظهر هذا واضحا فى اختيارها لاسم الوصى و عدم التقيد ب

*رواية: صاحب الظل الطويل.
-تقع في 235 صفحة.

ليلة البارحة انتهيت من قراءة رواية (صاحب الظل الطويل)
هل يمكنني القول بأن الرواية بديعة! والمشاعر بين سطور الرسائل صادقة، حتى أنّني مُكنتُ الإحساس بها، والابتسام بحزنٍ أو بفرحٍ عند كل صفحة!
أستطيع التعايش مع نظريتي في الكتابة الآن إذ أن صاحبة الرسائل وافقتني عليها :)، وهي: أن المرء لا يستطيع التعبير بصدقٍ و بكامل الإحساس عن أمرٍ لم يخضه أو حياة لم يجرب عيشها، سيبدو ذلك متكلفًا لو حاول الكتابة عن أي شيءٍ لا يعرفه حق المعرفة.
الأمر