ثلاثية تروتسكي 3/1
أصدر اسحق دويتشر ثلاثيته المشهورة (النبي المسلح ، الأعزل ، المنبوذ) بعد 14 سنة من مصرع تروتسكي ، بغاية نزع الغبار عن الاتهامات المغرضة التي شملت سيرته ، وإعادة الاعتبار لرجل ثوري ، عظيم تعرض لأسوأ غبن وإهانة في التاريخ المعاصر ، حيث عملت الدعاية الستالينية المغرضة في محاولة بائسة على طمس دوره الحاسم في ثورة اكتوبر ، وتحريف الوقائع وتضليل الرأي العام وخاصة وسط الثوريين .
يعتبر الكتاب بحق مرجعا حقيقيا ، شاملا ، يرصد من خلاله اسحق دويتشر لدينامية النضال السياسي و الفكري لأحد الشخصيات المؤثرة في مسار تاريخ الثورات ، ويتعلق الأمر بشخصية تروتسكي ، ليس فقط باعتبارها حدثا في حد ذاتها بل كمحاولة لرصد مشروع ثوري ولسياق تاريخي حافل بالدروس الكبرى التي رافقت تجربة التنظير و الممارسة .
و لتسهيل عملية الإطلاع الأولي عن مضامين الكتاب ، سنعتمد نفس تجزيء الكتاب عبر قراءة مركزة وتلخيص لصفحات الكتاب (الجزء الأول :534 صفحة) وفصوله الأربعة عشرة ، ناهيك عن ملحق الصور اضافة الى مقدمتي الكتاب حيث تقديم المترجم الذي يرصد بعض اخطاء اسحق دويتشر التي لا تخل بقيمة الكتاب ،أيضا تقديم المؤلف نفسه ، غايتنا في ذلك ان يتمكن القارئ الذي تعسر عليه الحصول على الكتاب من المساهمة في تلمس الافكار الرئيسية لمضامين الكتاب ، مع التأكيد ان هذا التلخيص او اعادة القراءة لا تعفي القارئ من ضرورة الاطلاع المباشر عن الكتاب .
شخصيا لم اطالع كتابا بشغف علمي وسياسي ، يجمع بين الأدب السياسي الثوري وعمق الفكر الاشتراكي ونبل التوصيف و التشخيص الانساني ، كهذا الكتاب الذي جعلني اقرا تروتسكي منفصل عن اي انتماء اعمى بنظارات المريدين للشيخ ، بل بنظارات الفهم اولا والانتساب ثانيا.
لا يوجد مراجعات