المتوكل طه؛ الأعمال الشعرية
لم تعد القصيدة ترفاً فنياً معزولاً عن حركة الواقع. بل هي أداة فاعلة ومنفعلة. وطه المتوكل نموذج للشاعر المتمرد خرج على رتابة الواقع، وكسر المألوف في الشعر كي يرسخ في الأذهان صورة الفلسطيني المبدع، إن خوف الشاعر أن يتكرر الانهيار فتسقط غرناطة ثانية جعله يبحث بقلق عن تلك الصحوة التي طال انتظارها: "هنا غرناطة، يصحو فيها المذبوح، أو تتبختر فيها المزق الباقية".
إنه يواصل حواره الذي لا ينقطع مع رموز التاريخي فتارة يبكي وجعاً، وتارة يبرق فيه الأمل فيرى في رموز الواقع أملاً جديداً يبشر بانبعاث الأمة وتجددها رغم الخيانات والانكساريات والخطايا: "وثلاث خطايا وانغلق الوجه، كأن صليب المذبوح انطبق على القلب، وصار العمر مسيح. الأولى: كان له أفعال عمورة وسدوم، وأفزع امرأة اليوم، ولعلي كنت أسامحه، والثانية: خيانة أرض الرمان المعلوم -وعلى هذا سأذابحه-، والثالثة: أن النغّل ينام على فرس قيّوم-وعلى هذا سأبارحه-والأدهى أن النّغل قبيح.
و"باختصار شديد" فإن من سقط لم يسقط بقنبلة الأعداء ولكن بالتصفيق لنزف الجرح. "من البدء كنا نغني لهذا السقوط، ويسقط رماننا في الدروب، اشتعلنا على وهج من كلام، تركنا أساور أزواجنا للخنادق، قلنا الذي سوف يأتي سيأتي علي.
إن طه المتوكل شاعر يعرف التعامل بمهارة مع الكلمات ويشحنها بطاقة تتجاوز بها المألوف وتفتح آفاقاً شعرية رحبة.
لا يوجد مراجعات