العلاقة مع الغرب
ما يجري في الواقع العربي هو عكس ما يؤكده المفكرون العرب في استحالة وجود النموذج الغربي، فهذا النموذج التحديثي الغربي يطرح نفسه كنموذج عالمي وحتى أنه يجول في الوقت ذاته دون أن يكون واقع المجتمعات الأخرى من طبيعته، إذن فالاستحالة هي التي تمارس ولا يمارس غيرها منذ قرنين، وهذه الاستحالة تمارس أيضاً في الفكر العربي أيضاً، مع فرق بسيط يتمثل في ضرورة أن تكون ممارستها في الفكر محجوبة ومحتجبة عن الأنظار. يأتي الكتاب في هذا السياق.
يتفحص المؤلف في القسم الأول الإشكالية التي تحكم الفكر العربي وتوجهه منذ قرنين من الزمان، حيث يرى فيها خروجاً للفكر من الواقع، والواقع من الفكر، والموضوع من العلم، والعلم من المعرفة لذا فهو يقترح في هذا القسم أيضاً ما يعيد الأمور، في موضوع العلاقة مع الغرب، إلى نصابها العلمي الصحيح.
وأما في القسم الثاني، فهو يأخذ على عاتقه مهمة استخراج القضايا المنهجية الخاصة بدراسة الواقع المجتمعي العربي وذلك على ضوء أعمال العلماء، ليبرهن على أن المناهج نبعت من داخل طبيعتها هي لذا فقد جمع الكتاب في القسم الثالث عدداً من النماذج والدراسات التطبيقية أجريت بين العامين 1988-1999، وكل دراسة من الدراسات التي وردت فيه عالجت قضية من القضايا النظرية والمنهجية المطروحة في القسمين الأول والثاني.
وبصورة عامة يمكن تحديد فصول الكتاب كالتالي: الفصل الأول: إشكالية الموضوع في العلم، الفصل الثاني الإشكالية في موضوع العلاقة مع الغرب، الثالث الإشكالية البديلة المقترحة هذه مواضيع القسم الأول. وأما القسم الثاني الذي تضمن ثلاثة فصول فقد تناول مواضيعه على التوالي: 1-إشكالية المنهج في العلم، 2-المنهج في موضوع العلاقة مع الغرب، 3-القضايا المنهجية البديلة المقترحة. وخصص القسم الثالث كما ذكرنا لعدد من النماذج والدراسات التطبيقية.
لا يوجد مراجعات