عن التفجيرات الانتحارية
يهتم هذا الكتاب بتحليل الخطاب العام الغربي حول "الإرهاب الإسلامي" ويبدأ الكتاب بمعاينة تفصيلية بعض الشيء لآراء تحاول تمييز إرهاب الحروب الحديثة عن الإرهاب الذي يمارسه المناضلون، وهي آراء قوامها الرئيسي هو إدعاء نوع من التفوق الأخلاقي لـ "الحرب العادلة" ووصم الإرهابيين – ولا سيما إنتحاري التفجيرات – بالشر المطلق.
إن الهاجس الأول لمؤلف هذا الكتاب "طلال أسد"، ليس اتهام الناس بالنفاق – كما يقول – بل الحض على إيلاء المزيد من الإهتمام بجملة ىليات القتل المعقدة في الحروب الحديثة حيث تبرز على السطح سلسلة متنوعة من المقاصد والذرائع، وعلى إخضاع مسألة الدوافع "هل كان قتل الأبرياء مقصوداً أم صدفة؟" لهول التدمير الفعلي الذي تلحقه مصيبتا الحرب والإرهاب بحيوات الناس.
وعلى هذا، يعالج الكتاب في أحد أهم جوانبه مسألة القصد أو النية على اختلاف تجلياتها في عدد من التفسيرات الدارجة للتقجيرات الإنتحارية، مع نأي المؤلف بنفسه عن انتقاد المحاولات الرامية إلى إثبات وجود حدود فاصلة بين الحرب والإرهاب، ومواصلة البحث لمعاينة السبب الذي يجعل التفجير الإنتحاري "مؤكداً للهول".
وأخيراً يأمل المؤلف من كتابه هذا أن يساهم في دفع النقاش السائد حول هذا الموضوع إلى ما بعد الموقعين المألوفين كثيراً هذه الأيام: موقع الدفاع عن الإرهاب الإنتحاري بوصفه أحد اسلحة الضعفاء من ناحية؛ وموقع شجبه بوصفه وحشية دينية من الناحية الثانية، مع الأمل أن نستطيع التفكير تفكيراً سليماً ومدعماً في دور القتل والموت في السياسة الحديثة.
تم تقسيم محتويات الكتاب إلى ثلاثة فصول هي: الفصل الأول: الإرهاب، الفصل الثاني: الإرهاب الإنتحاري، الفصل الثالث: هول الإرهاب الإنتحاري.
لا يوجد مراجعات