ميتتان لرجل واحد
لا يتردد أمادو عبر بطله الصعلوك في السّخرية من كل المواضعات والأعراف التي انصبّ اهتامها على تجريد الإنسان من ذاته وتقديمه قربانا للشكل الخارجي المخادع والقوالب النمطية الثابتة حيث تتهافت الأحلام والانفعالات والهواجس والرغبات في قبر الصورة المتعالية على حقيقة الإنسان وفي سجن المظهر..
في داخل كل منا ينام »كینکاس« مختلف عن الآخر مثل بصمة اليد، ولكننا نقدمه قربانا للمشترك والمتدوال والمألوف، ونطمس البصمة، نغمّسها في الجمر ونحن نئن من أجل الصورة.
هذه رواية تنتصر للحياة مقابل الموت، تنتصر للذات إزاء القوالب الجاهزة التي تحاصرها وتمنحها شكلها كل يوم، تنتصر للهامش الخلفي في وجه الواجهة الكاذبة، وتنتصر للإنسان هذا الكائن الهش وقد ظل كرة تتقاذفها أرجل الأعراف والتقاليد والعائلة والمدرسة وموظفو الله وحُرّاس النوايا الذين يقتلون باسمه ويغسلون الأذهان باسمه ويقطعون طرق الرحمة باسمه. . . أصوات وأصوات وأصوات ما انفكّت تجرح أسماعنا حتّى سالت أعمارنا هباء على هذه الأرض وصرنا قطعة من تلك الأصوات.
لا يوجد مراجعات