ذائقة الموت
"لملم بقاياه، وجمع روحه المتناثرة على الممرات ووزع أحزانه على الجدران، وتخلّص من همومه بإلقائها على جناح ذبابة داعيت أنفه في تلك اللحظة، حمل معه ما تبقى من أوراقه ومن مسودات رسائله. وروايته؟!...
أخذ كل صفحة منها على حدة، وعند بوابة السجن مزقها إلى نتف صغيرة ونثرها في الهواء، لقد كانت عن الحرية وحُقَّ لها أن تنال الحرية بعد أن عانت معه طوال هذه الفترة القاسية في السجن، نظر خلفه وهو يخرج من البوابة السوداء فرأى طيفه يبتسم له يودعه ويصعد إلى الأعالي، خرج إنساناً آخر، صنع منه السجن كائناً بشرياً آخر، ليس شرطاً أن يكون مخالفاً لذلك الذي كان دخل، ولكنه بالضرورة مختلف تماماً.
لا يوجد مراجعات