حيونة الانسان
حيونة الإنسان ممدوح عدوان هو كتاب خالد، هو ليس كتاب عن السياسة أو المجتمع أو التاريخ، بل هو كتاب عن كل القيم التي فقدتها الانسانية وكيفية استعادتها ان كان هناك ثمة سبيل لإستعادتها.
صدر الكتاب عن دار ممدوح عدوان ضمن كتب سياسة متنوعة ومتميزة.
نبذة كتاب حيونة الإنسان
إن عالم القمع المنظم، منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر هو عالمٌ لا يصلح للإنسان ولا لنموّ إنسانيته، بل هو عالم يعمل على حيونة الإنسان (أي تحويله إلى حيوان). حول هذا الموضوع يأتي هذا الكتاب، ومن هنا كان عنوانه.
ويقول الكاتب بأن الاشتقاق الأفضل للكلمة هو "تحوين الإنسان"، إلا أنه خشي ألا تكون الكلمة مفهومة بسهولة. يتناول الكاتب موضوعه هذا بأسلوب يشبه أسلوب الباحث، إنما بعقلية الأديب ومزاجه وأسلوبه، وليس بعقلية الباحث ومنهجيته، فالكاتب لم يكن بصدد طرح نظرية أو تأييد أخرى، كما أنه ليس بصدد نقض نظرية أو تفنيدها، لهذا على القارئ أن يسوغ له عدم إيراده الدقيق لمرجعيات الاستشهادات التي أوردها في نصه هذا.
وعلى كل حال، وبالعودة إلى الموضوع المطروح، فإن تصورنا للإنسان الذي يجب أن تكونه أمر ليس مستحيل التحقيق، حتى وهو صادر عن تصور أدبي أو فني، ولكن هذا التصور يجعلنا، حين نرى واقعنا الذي نعيشه، نتلمس حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية، وهي خسائر متراكمة ومستمرة طالما أن عالم القمع والإذلال والاستقلال قائم ومستمر، وستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه "الإنسان"، أو كان يطمح إلى أن يكون إنساناً، ومن دون أن يعني هذان بالضرورة، تغيراً في شكله.
إن التغير الأكثر خطورة هو الذي يجرى في بنيته الداخلية العقلية والنفسية. ويقول الكاتب بأنه إذا كان الفلاسفة والمتصوفون والفنانون والمصلحون يسعون، كلٌّ على طريقته، إلى السمو بالإنسان نحو الكمال الذي خسره، أو اليوتوبيا (أو المدينة الفاضلة) التي يرسمونها، أو يتخيلونها له، فهو، الكاتب، يحاول في كتابه هذا عرض عملية انحطاط وتقزيم وتشويه تعرض لها هذا الإنسان.
من الأمور التي تميّز الكتاب الذي يقع في 224 صفحة تناوله للموضوعات بطريقة أدبية أكثر منها فكرية، عن طريق مناقشة فكرة ما، ثم سرد اقتباسات من روايات مصنفة في «أدب السجون».
حيونة الإنسان اقتباسات
نحن لا نتعود يا أبي إلا إذا مات شيء فينا، وتصور حجم ما مات فينا حتي تعودنا على كل ما حولنا.
مجتمعات القمع، القامعة والمقموعة، تولّد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتورا، ومن ثمّ فإن كل فرد فيها ومهما شكا من الاضطهاد يكون مهيئاً سلفاً لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه، وربما ماهو أقسى وأكثر عنفاً على كل من يقع تحت سطوته.
حين تسكت عن حقك الواضح، بسبب الخوف غالباً، فإنك لن تتوقع من الآخر أن يحترم لك هذا الحق، سيتصرف في المرة القادمة وكأن التطاول على حقوقك من المسلمات.
مجتمعات القمع هي المجتمعات التي تضع هدفها أنه لا بد من أن يتغير شيء ما في الإنسان لضمان انصياعه التام والدائم.
كتب ذات صلة
القرّاء الذين اشتروا هذا الكتاب اشتروا أيضًا
الرئيسية 
المفضلة 
الحقيبة 
فلتر 
دخول
Omnya Samy
01-مارس-2022 10:51
العالم على وشك حرب أخرى، والحرائق تزداد حولنا وبداخلنا، والأسئلة تطرح نفسها في أذهاننا وتنتظر الجواب، فكان من المناسب -في هذه الفترة- قراءة هذا الكتاب "حيونة الإنسان" الذي يطرح ويُجيب فيه الكاتب على الكثير من الأسئلة، ويفسر جزئيات ربما لم نتعرض لها من قبل!
.... اقرأ المزيدفمن حين لآخر تدور في ذهني عدة أسئلة، جوهرها هو الصراع القائم منذ بدء البشرية وحتى اليوم، صراع الخير والشر، والقبح والجمال، لكنني لا أستطيع معرفة إجابات لهذه الأسئلة، فلا أعرف إلى أي مدى يكمن الشر والقبح في الناس؟ وكيف يُعان الظالم على المظ
إعجاب (0)
تعليق
محمد مهدي
01-مارس-2022 01:53
ممدوح عدوان (1941-2004) كاتب سوري، صدر له نحو تسعين كتابًا في الشعر والمسرح والرواية والنثر والترجمات والأدبية والنقدية، بالإضافة إلى كتابته العديد من المسلسلات التليفزيونية، والمقالات الصحفية.
.... اقرأ المزيديقع الكتاب في حوالي 250 صفحة، يضم تسعة عشر فصلاً، بالإضافة لمقدمة، وفصل أخير للهوامش.
يخصص "عدوان" هذا المؤلًّف لتسليط الضوء على مسألة تتواتر في إسهاماته الفكرية، مسألة النزوع المتدنِّي لطبيعة الإنسان. يتجلى انشغال "عدوان" بهذه الظاهرة في تحقيقه للعديد من الأعمال المتميزة الخاصة بموضوعة العنف، وترجم
إعجاب (0)
تعليق
عرض الردود (1)
طارق وجيه
28-فبراير-2022 11:17
إذا قررت أن تقرأ هذا الكتاب، فعليك أن تعرف أنك ستقرأ عملاً أدبيًا خالصًا، وليس بحثًا فلسفيًا قد غَلَبَت عليه "الروتينية" وملَأَته المصطلحات المُعَقَدة، عمل قد سَبَح كاتبه في آفاق أفكار الإنسان وتصرفاته، ولم يقرر أن يحتكر على نفسه متعة السرد والتعبير، بل وضع لكل فكرة تقريبًا اقتباس من كتاب أو رواية من أقلام مختلفة ليجعل القارئ وكأنه يأخذ من كل بستان شجرة، ليجعل عقلك تلقائيًا ينفَعِل ويُقارِن.
.... اقرأ المزيدكتاب "حيونة الإنسان" وإن كان عنوانه صادمًا، يشيرُ إلى "سَودَاوية" في ظاهر الأمر، إلا أن (ممدوح عدوان)
إعجاب (0)
تعليق
Mais Dabour
28-فبراير-2022 08:23
تشير إلى الأفعال الشرسة والعنيفة من حولك، برغبة شديدة في إبعادها عنك.. عن بنو جنسك، هذه الأفعال.. غير إنسانية! حيوانية! بشرية! لكن هذا الكتاب ينبش باطن الأمر، ويظهر منظورًا جليًا ومختلفًا له أمام عينيك، كل ما تستنكره هو فعل إنساني.. الإنسان وحده قادر على فعل ذلك.
.... اقرأ المزيدفي حيونة الإنسان يقودنا ممدوح العدوان إلى فلسفة العنف والوحشية، والتعذيب بين الجلاد والضحية.. والدافع المبهم، الذي يدفع الإنسان على أخيه الإنسان، خلف طبقة رقيقة تظهر جماليات المشهد وتخفي الاشمئزاز من هذه الحالة، ويحلل الظاهرة «ال
إعجاب (0)
تعليق
يوسف مدحت
28-فبراير-2022 03:49
بعقلية الاْدب يُقَرر المؤلِف أن يَتناول مَوضوع إنساني مُعَقَد حول عُنف البَشَر ووَحشِيتَهُم، بِدئاً مِن الجُذور والدوافع النَفسية، وصولاً إلي الثَمر والإظهارات الإجتماعية والسياسية فى أشكال السُلطة المُختَلِفة. وعِند كُل خَطوة يُقرِن النَظريات الإجِتماعية والأرقام بِمشاهِد مِن الأدب لِيوقِظ العَقل مِن إعتيادة عَلي الوَحشية، وكَذا يَصدِم القَلب الإنساني ليُعِيد إحياءُه ، أو كَما يُورِد فى مُقَدِمَتُة :".....إثارة آسف القارئ عَلي ضَياع حِلمُه الإنساني.".
.... اقرأ المزيدفى الفُصول الأولي يُحاوِل الكاتب الامساك
إعجاب (0)
تعليق